حدثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ الْكُوفِيُّ وَ هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَزَّازُ الْبَغْدَادِيُّ
قَالَا حَدَّثَنَا سَيَّارٌ هُوَ ابْنُ حَاتِمٍ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ ثَابِتٍ رضى الله عنهم
عَنْ أَنَسٍ رضى الله تعالى عنه أنه قال :
[ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ دَخَلَ عَلَى شَابٍّ وَ هُوَ فِي الْمَوْتِ
فَقَالَ عليه الصلاة و السلام
( كَيْفَ تَجِدُكَ )
قَالَ وَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنِّي أَرْجُو اللَّهَ وَ إِنِّي أَخَافُ ذُنُوبِي
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
( لَا يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْطِنِ
إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ مَا يَرْجُو وَ آمَنَهُ مِمَّا يَخَافُ )
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ
وَ قَدْ رَوَى بَعْضُهُمْ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ مُرْسَلًا .
الشـــــــــــــــــروح
قَوْلُهُ : ( أَخْبَرَنَا سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ )
بِفَتْحِ السِّينِ الْمُهْمَلَةِ ، وَ تَشْدِيدِ التَّحْتَانِيَّةِ صَدُوقٌ لَهُ أَوْهَامٌ مِنْ كِبَارِ التَّاسِعَةِ
( أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ) الضُّبَعِيُّ صَدُوقٌ زَاهِدٌ ، لَكِنَّهُ يَتَشَيَّعُ مِنَ الثَّامِنَةِ .
قَوْلُهُ : ( وَ هُوَ فِي الْمَوْتِ )
أَيْ : فِي سَكَرَاتِهِ ( كَيْفَ تَجِدُكَ ) قَالَ ابْنُ الْمَلِكِ : أَيْ : كَيْفَ تَجِدُ قَلْبَك أَوْ نَفْسَك
فِي الِانْتِقَالِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَى الْآخِرَةِ رَاجِيًا رَحْمَةَ اللَّهِ ، أَوْ خَائِفًا مِنْ غَضَبِ اللَّهِ
( أَرْجُو اللَّهَ ) أَيْ : أَجِدُنِي أَرْجُو رَحْمَتَهُ
( وَ إِنِّي ) أَيْ : مَعَ هَذَا
( أَخَافُ ذُنُوبِي ) قَالَ الطِّيبِيُّ : عَلَّقَ الرَّجَاءَ بِاللَّهِ وَ الْخَوْفَ بِالذَّنْبِ ،
وَ أَشَارَ بِالْفِعْلِيَّةِ إِلَى أَنَّ الرَّجَاءَ حَدَثَ عِنْدَ السِّيَاقِ ، وَ بِالِاسْمِيَّةِ ،
وَ التَّأْكِيدِ إِلَى أَنَّ خَوْفَهُ كَانَ مُسْتَمِرًّا مُحَقَّقًا
( لَا يَجْتَمِعَانِ ) أَيْ : الرَّجَاءُ وَ الْخَوْفُ
( فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْطِنِ ) أَيْ : فِي هَذَا الْوَقْتِ ،
وَ هُوَ زَمَانُ سَكَرَاتِ الْمَوْتِ ، ومِثْلُهُ كُلُّ زَمَانٍ يُشْرِفُ عَلَى الْمَوْتِ حَقِيقَةً أَوْ حُكْمًا كَوَقْتِ الْمُبَادَرَةِ ،
وَ زَمَانِ الْقِصَاصِ ، وَنَحْوِهِمَا فَلَا يُحْتَاجُ إِلَى الْقَوْلِ بِزِيَادَةِ الْمَثَلِ ،
و قَالَ الطِّيبِيُّ : ( مِثْلُ ) زَائِدَةٌ ، وَ الْمَوْطِنُ إِمَّا مَكَانٌ أَوْ زَمَانٌ
كَمَقْتَلِ الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ . انْتَهَى
( مَا يَرْجُو ) أَيْ : مِنَ الرَّحْمَةِ
( وَ آمَنَهُ مِمَّا يَخَافُ ) أَيْ : مِنَ الْعُقُوبَةِ بِالْعَفْوِ وَ الْمَغْفِرَةِ .
قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ )
قَالَ مَيْرَك عَنِ الْمُنْذِرِيِّ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ ،
وَ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا أَيْضًا كَذَا فِي الْمِرْقَاةِ ، قُلْتُ : وَ رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ أَيْضًا .